هل يجوز الصلاة والركوع امام العذراء والقديسين, فالعبادة والسجود هم لله فقط


جاءَ في: متى(4-10): حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: " اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ ".


فهل يجوز للمؤمنين السجود أمام تمثال العذراء او أحد القديسين, والصلاة إليهم او طلبِ شفاعتهم؟


العبادة هي فعلا لله الواحد فقط, اما السجود امام تمثال العذراء او أحد القديسين فهذا إحتراما وليس عبادة, مثله مثل الركوع او الانحناء امام ملك او رئيس, فالسجود والعبادة هي لله وحده, لكن بعض الاخوة يركعون امام العذراء في الصلاة, وهذا ليس للعذراء لان المصلي يركع وهو يصلي ابانا الذي في السماء, اي هم يركعون امام الله والعذراء والقديسين بمعيته. والاخوة الذين يطلبون شفاعة العذراء والقديسين في الصلاة ليسوا على خطأ, لانهم لا يطلبون طلبتهم من العذراء, بل يطلبون أن تصلي العذراء إلى الله من اجلهم ومن اجل الاستجابة لطلبتهم, فالعذراء والقديسين هم احياء لدى الرب وليسوا امواتاَ, بل قد إنتقلوا من الحياة الارضية إلى الحياة في السماء مع الرب, وهم في الرب والرب فيهم, وهكذا نحن ايضا سنكون في الحياة العتيدة الاتية, فنحنُ سنكون في الرب والرب فينا ونكون واحدا في المسيح.


فالمؤمنون يصلون إلى العذراء ويقولون ( السلام عليكِ يا مريم , الربُ معكِ , ......  صلي لأجلنا نحنُ الخطاة ... ألآن وفي ساعة موتنا,  آمين), فلاحظوا الكلمات (الربُ معكِ ... صلي لأجلنا ) فالكلام موجه للعذراء وهي بمعية الرب, والطلب منها هو الصلاة من أجلنا إلى الله, فنحنُ نطلب من أحياء بمعية الرب يسوع الصلاة لأجلنا, فنحنُ لا نصلي لهم أو إليهم , ولا نطلب منهم تلبية طلباتنا, فهذهِ هي الشفاعة وهذا هو الطلب.  فلو كنا نسجد أمام تمثال او صنم, او لو كنا نطلب من امواتا قد فنوا وإِستحالوا ترابا, لكنا أغبى العالم جميعا, لكنا نطلب من أحياء سبقونا إلى الحياة الابدية, هم احياء وواحد في الرب يسوع المسيح, فنطلب من احياء في العالم العتيد أنْ يُصلوا إلى الله من أجلنا ومن أجل تحقيق طلباتنا.  


والذين لا يريدون اللجوء إلى طلب شفاعة العذراء والقديسين ليسوا على خطأ أيضا, فنحنُ جميعا اولاد الله, والله كأي أب يلبي طلب ايِ من ابنائه متى ما طلب من ابيه طلبته, والله كأي أب قد يستجيب او لا يستجيب لتلبية طُلبَةِ ولده, فهو يزن  تلبية  الطلب هل هو في صالح ابنه, وهل الوقت مناسب لتلبية الطلب ام لا, فليس كل ما نطلبه في صالحنا, فنحن بإدراكنا المحدود نطلب بعض الطلبات التي قد لا تكون في صالحنا, او في صالح من نطلب من اجله, فنحن لا ندرك كل ما سيحصل في المستقبل وفي الأيام الآتية في حياتنا وحياة من حولنا, ولذا ففي الكثير من الاحيان نطلب ما قد لا يكون في صالحنا او في صالح من نطلب له, والله قد يتأخر في الاستجابة لتلبية الطلب, او لا يلبي الطلب الذي ليس في صالحنا, وقد يكون هذا فوق إدراكنا المحدود, فنعتقد إنَّ الله لا يستجيبُ لنا, ولا نفهم بأنَّ ما هو لصالحنا الارضي الدنيوي, قد لا يكون في صالحنا في الحياة الآتية او في صالح خلاصنا الابدي, ولذا لا يستجابُ طلبنا.



نوري كريم داؤد


29/ 06/ 2013




"إرجع إلى ألبداية"